“كورنيش” الجديدة يدخل مرحلة الإخلاء: إنذارات للمقاهي تمهيداً لشق الطريق الساحلي وتهيئة “متنفس المدينة”
دخلت السلطات الإقليمية والمحلية بمدينة الجديدة مرحلة العد التنازلي لتنزيل مشروع ضخم يهدف إلى إعادة هيكلة وتأهيل واجهتها البحرية، حيث وجهت إنذارات بالإخلاء للمحلات التجارية والمقاهي المتواجدة على طول “الكورنيش”.
وتهدف هذه العملية إلى فسح المجال أمام الشروع في أشغال شق الطريق الساحلي وتهيئة حديقة محمد الخامس التاريخية، في إطار مشروع طموح لتعزيز جاذبية المدينة السياحية وتحويل الواجهة البحرية إلى فضاء حضري عصري.”محاصرة المفسدين” على الملك البحريويأتي هذا التحرك بعد سلسلة من الإنذارات التي وجهتها السلطات بعمالة إقليم الجديدة، قبيل الصيف الماضي، لعدد من أرباب المقاهي المستغلين لشاطئ المدينة، لتسوية وضعيتهم المالية والإدارية تجاه المجلس الجماعي.
وقد أكدت السلطات في إنذاراتها أن عدداً من المحلات التجارية تستغل “الملك البحري” دون سند قانوني أو ترخيص من المديرية الإقليمية لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، التي تعتبر صاحبة الاختصاص.ودعت المديرية الإقليمية، المعنيين إلى الاتصال بمصالحها لتسوية وضعيتهم القانونية في أقرب وقت، مشددة على أن عدم الاستجابة سيعرضهم للمسطرة القضائية، التي ستلزمهم بإخلاء الملك العمومي البحري وإرجاعه إلى حالته الطبيعية، بالإضافة إلى أداء التعويضات والغرامات المستحقة عن فترة الاستغلال السابقة، وذلك بموجب القانون رقم $96.9$ المتمم لظهير 30 نونبر 1918 المتعلق بالاحتلالات المؤقتة للملك العمومي للدولة.
وبذلك، تضع السلطات أصحاب هذه المحلات في خانة “المحتلين بدون سند قانوني”، وهو ما يفسح المجال أمام تطبيق الإجراءات الزجرية.دعوات المعارضة لمقاربة “تاريخية وبيئية”في المقابل، أثار إطلاق مشروع شق الطريق الساحلي وتهيئة حديقة محمد الخامس ردود فعل من فرق المعارضة بالمجلس الجماعي للجديدة، التي دعت إلى اعتماد “تصميم حضري متكامل” للمشروع، يضمن الحفاظ على جمالية المكان ويراعي البعد البيئي والتاريخي.
وشدد مستشارو المعارضة على ضرورة الاستناد إلى الدراسات العلمية، ولا سيما تلك التي أنجزتها جامعة شعيب الدكالي حول مخاطر “تسونامي”، وذلك لضمان التوازن البيئي والطابع النباتي للحديقة. كما طالبت المعارضة بدمج فضاءات ترفيهية واستراحة جديدة لساكنة المدينة، والبحث عن “حلول هندسية متبصرة” لحماية الساحل، تشمل خلق ممرات ومسارات آمنة للراجلين.
وأكدت المعارضة، في بيان مشترك، أن حديقة محمد الخامس “ليست مجرد فضاء أخضر، بل معلمة تحمل اسم الملك الراحل محمد الخامس، وتجسد ذاكرة تاريخية وهوية حضرية”، محذرة من أن أي مساس بها أو سوء تدبير لفضائها قد يفقد المدينة جزءاً من روحها ورمزيتها. ودعت إلى اعتماد مقاربة تشاركية واسعة تشرك المهندسين والمختصين والفعاليات المدنية لضمان نجاح هذا “الإرث التاريخي والبيئي” للجديدة، التي تُعرف بلقب “عروس الشواطئ المغربية”.
