فاجعة بحي النجد.. وفاة طفل في الرابعة عشرة شنقاً داخل منزل أسرته تهزّ الرأي العام وتعيد النقاش حول الصحة النفسية للمراهقين

574584282_846262667933149_7847785377111406730_n

في حادث مأساوي صادم، اهتزّ مساء الأحد 2 نونبر 2025 أحد الأحياء السكنية على وقع وفاة طفل يبلغ من العمر 14 سنة، بعد أن أقدم على وضع حدٍّ لحياته شنقاً داخل منزل أسرته، في ظروف غامضة ومؤلمة خلّفت صدمة عميقة لدى الجميع.

وحسب المعطيات المتوفرة، فقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية فور إخطارها بالحادث، حيث تم نقل الطفل في حالة حرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي، غير أن الطاقم الطبي المداوم أكد أن الضحية فارق الحياة متأثراً بالاختناق الناتج عن عملية الشنق. وأدخل هذا المشهد المأساوي والدته في حالة انهيار عصبي داخل المستشفى، وسط حزن عميق خيّم على كل من عاين الواقعة.

وفور إشعارها، فتحت المصالح الأمنية بحثاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد ملابسات الحادث، ومعرفة الدوافع التي قد تكون وراء إقدام الطفل على هذا الفعل المأساوي، الذي هزّ مشاعر سكان الحي وأعاد إلى الواجهة النقاش حول معاناة الأطفال والمراهقين من اضطرابات نفسية خفية لا تجد من يصغي إليها أو يواكبها.

وتؤكد هذه الفاجعة المؤلمة مجدداً الحاجة الملحّة إلى توسيع نطاق الرعاية النفسية داخل المؤسسات التعليمية والأسرية، وتعزيز آليات الدعم والمواكبة النفسية للأطفال والمراهقين، لا سيما في ظل ارتفاع الضغوط الاجتماعية والدراسية التي قد تؤدي بالبعض إلى حالات من العزلة واليأس.

كما يدعو مختصون إلى ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية والتربوية التي تُعنى بالصحة النفسية لدى الناشئة، وإشراك الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني في برامج موجهة للتشخيص المبكر والتدخل السريع عند ظهور مؤشرات القلق أو الاكتئاب لدى الأطفال والشباب.

رحيل هذا الطفل في عمر الزهور، في حادث مأساوي بهذه القسوة، ليس مجرد واقعة عابرة، بل ناقوس خطر يذكّر المجتمع بمسؤوليته الجماعية في حماية أجياله الصاعدة من الانهيار النفسي، وبأهمية جعل الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من السياسة الاجتماعية والتربوية الوطنية

About The Author