صالح داحا.. مهندس “التنمية الصارمة” في تاونات، يتولى قيادة الجديدة: 900 ألف نسمة تنتظر إنقاذ “جوهرة الأطلسي”

images

لم يكن قرار تعيين السيد سيدي صالح داحا عاملاً على إقليم الجديدة، ضمن التعيينات الملكية الأخيرة في المجلس الوزاري، مجرد نقل إداري روتيني، بل هو ترقية إدارية تعكس ثقة ملكية كبيرة في كفاءة وخبرة رجل سلطة أثبت جدارته في أصعب التضاريس الإدارية والاجتماعية. الانتقال من إقليم تاونات، بظروفه الجبلية والاجتماعية المعقدة، إلى عاصمة دكالة الصاعدة وقطبها الاقتصادي والسياحي، يحمل في طياته إشارات واضحة إلى حجم التحديات وسقف الانتظارات المرتفع في هذه الجهة.

سبع سنوات من الإنجازات في تاونات.. رصيد قوي

لقد قضى السيد داحا ما يقارب سبع سنوات في تاونات، وهي فترة كانت حُبلى بالإنجازات التنموية الكبرى، متجسدة في تنفيذ دقيق وفعال للتوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالعدالة المجالية ومحاربة الهشاشة. ونجح العامل الكفء في إحداث دينامية غير مسبوقة ركزت على:

  • البنية التحتية وفك العزلة: الدفع بملف سياسة السدود والطريق السريع ومشاريع فك العزلة عن القرى والمداشر، مما يخدم الرؤية الملكية في خلق توازن ترابي.
  • القطاعات الاجتماعية: إعطاء أولوية قصوى لقطاعي الصحة والتعليم، من خلال إنجاز وفتح منشآت جديدة وتأهيل مؤسسات قائمة، وهي مشاريع حيوية تلامس حياة الساكنة مباشرة.
  • القرب والإنصات: عُرف عنه نهج القرب والانفتاح على المواطنين والمنتخبين، وتفعيل المفهوم الجديد للسلطة في أبرز تجلياته، مما عزز ثقة الساكنة في الإدارة الترابية.

هذا الرصيد الحافل بالإنجازات، القائم على الصرامة في التسيير والإنصاف في التعامل، هو ما يقوي مكانة السيد داحا ويجعله مؤهلاً للاستمرار في إقليم الجديدة بنفس كبير ورؤية استراتيجية.

الجديدة: تطلعات “جوهرة المحيط” نحو التميز

إقليم الجديدة، بساكنته التي تتجاوز 900 ألف نسمة وموقعه الاستراتيجي كبوابة أطلسية وقطب صناعي زراعي وسياحي، يضع على عاتق عامله الجديد ملفات ضخمة تتطلب حزماً وابتكاراً:

  1. تأهيل “جوهرة المحيط”: ينتظر سكان المدينة تأهيلاً شاملاً للمدينة وكورنيشها الذي يعد واجهتها الرئيسية على المحيط الأطلسي. هناك حاجة ملحة لتعزيز جاذبية الفضاءات الساحلية وتثمين التراث المعماري للمدينة التاريخية.
  2. محاربة البناء العشوائي والتمدد غير المنظم: يشكل البناء العشوائي في محيط المدينة تحدياً كبيراً يهدد جماليتها ويثقل كاهل البنية التحتية. يتطلب هذا الملف مقاربة حازمة وشاملة لضمان التنمية العمرانية المستدامة.
  3. دعم المشاريع الكبرى وتعزيز البيئة الاستثمارية: يجب على العامل الجديد مواصلة دعم الأقطاب الصناعية الكبرى بالإقليم (مثل الجرف الأصفر) وجذب استثمارات جديدة، مع التركيز على الاستدامة البيئية والإيكولوجية تماشياً مع التزامات المغرب في هذا المجال.
  4. تقوية القطاعات الاجتماعية في العالم القروي: على الرغم من طابعها الحضري، يضم الإقليم جماعات قروية شاسعة تتطلب تعزيز العرض الصحي والتعليمي فيها، واستكمال المشاريع التي تهدف إلى تقليص الفوارق المجالية.
  5. الحكامة ومحاربة الريع: الاستمرار في تطبيق مبادئ الحكامة الجيدة والشفافية، والعمل بشفافية مطلقة مع المنتخبين والفاعلين المحليين لضمان نجاح كل الأوراش التنموية.

إن تعيين السيد سيدي صالح داحا، القادم من تجربة ناجحة في إقليم تاونات، يبعث برسالة قوية بأن الجديدية على موعد مع مرحلة جديدة من الدينامية التنموية. فالرجل الذي جمع بين الخلفية الأكاديمية (جامعة السوربون) والتجربة الإدارية والميدانية الواسعة في تدبير الشأن العام، يمتلك كل المقومات اللازمة لتحويل إقليم الجديدة إلى نموذج حقيقي للتنمية الشاملة التي تلبي تطلعات ساكنة “جوهرة المحيط الأطلسي”.

About The Author